دمي على أنيابهم
للشاعر/ خضر محمد أبو جحجوح
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين
ما زال في سيف الدُّجَـى رَمَـقُ
فـاحــرس جـبـيـنَـك أيُّــهــا الأفُــــقُ
ودعِ الــهـــوى يــرخـــي ضــفــائــره
فــوق الـــذرا، يـنــزو بـهــا الـنَّــزقُ
دارِ الــجــوى؛ فـالـقـلـب مـلـتـهـبٌ
ونـــيـــاطـــه بـــالـــحـــزن تـــحـــتـــرقُ
ودمُ الـــمـــآســــي فـــــيـــــه يــلــهـــبـــهُ
والـــقـــهــــرُ والإيــــــــــذاءُ والـــــفَـــــرَقُ
دارُ الـنَّـوى بـالـزيـف تمضـغـنـي
ويمـصُّـنـي فـــي سـاحِـهــا الـقـلــقُ
كـالـبئرِ جــفَّــفَ مــاءهــا هــمــجٌ
مـــــرّوا يـــحـــثُّ خــطــاهــمُ الأرقُ
لا حـــــــــبَ يــســكــنُــهــا فــتــأتـــلـــقُ
والــــــوردُ مـــجـــروحٌ بــــــه الــعــبــقُ
لـــو كـــان غـيــرُ الـبــوم يسكـنـهـا
لــزَهَـــا عــلـــى أهـدابــهــا الـحــبــقُ
لـكـنــهــا فــــــي الـــشَّـــوك غـــارقــــةُ
يـحــدو خـطــا شهقـاتـهـا الــغَــرقُ
غـــارت نـجــوم الـــودَّ واحـتـرقــتْ
وســمـــا عــلـــى أكـتـافـهــا الـعَــلَــقُ
والـــــبـــــوم والـــغــــربــــان نـــاعــــبــــةٌ
وعـــلـــى ســـيـــاج قـلـوبــهــا نَـــبَــــقُ
والشـوك يــا للـشـوك فــي طــربٍ
يـغــفــو عــلـــى وخـــزاتـــه الــــــودقُ
وعـــلـــى مــــــدار زعــافِــهـــا زبـــــــدٌ
يــرغـــو بـــــه الـمــوتــورُ والـشَّــبِــقُ
ذئـــبـــان لـــمَّـــا زمـــزمـــا مــضــغـــا
كَـبِــدَ الـسُّـهـا، فـاسـتـذأبَ الـمَـلَـقُ
وعــــوى فــمــزَّق صــفــو أمـنـيـتــي
ســربٌ مــن الـغـربـان يصـطـفـقُ
ورمــــــى بـــسُــــمٍّ مـــــــلءَ مـخــلــبــه
ودمــــــي عـــلـــى فــكــيـــه يــنــزلـــقُ
صـــنـــوانِ لـــمـــا مـــزمــــزا ذبـــحــــا
قـلـبَ السَّـنـا، فاستـأسـدَ الـوشــقُ
يا دارُ هذي مهجتي انشطرت
ودمـــــي عــلـــى أنـيـابــهــم مِــــــزَقُ
مـــحـــمــــرةُ كــالــجـــمـــرِ غـــــارقـــــةٌ
وجــراحــهـــا بــالـــنـــزفِ تــســتــبــقُ
لـولا الـذي فـي القـلـب مــن ألــقٍ
لَـصَـعَـقْـتُـهــم والــســـهـــمُ يــنــطــلــقُ
وحــــوى نــثــار هـبـائـهـم جَــلَـــدِي
كالأفـق خضَّـبَ صـدرَهُ الشَّـفـقُ
إنَّ الــهــوى يــــوم الأســــى فـــــرِحٌ
يـحــســو جــراحـــي ثــــــم يـغـتــبــقُ
بـدمـي وكــأسُ الـدَّمْـع فــي فـمِــهِ
ونـيــوبُــه فــــــي الــقــلــب تـنـطــلــقُ
والآبـقـون تـنـاوشـوا كـبــدي ....
وقــلــوبــهــم يــــــــوم الـــــــــرَّدى ورقُ
لـــمّــــا ادلـــهــــمّ الــلــيـــلُ مـنـتــشــيــا
ويــلــمّــهــم كــــــــم مــــــــرةٍ فــســـقـــوا!
وعــقــولــهـــم كـقــلــوبــهــم خـــــــــزفٌ
يـلــهــو بــهـــا الأهـــــواء والــخَـــرقُ
وغــــدا سـتـحـمـل زيـفَــهــم قــطـــطٌ
يـحــدو هـــوى شهـواتـهـا الـسَّــرقُ
كـــــم ســـرقـــةٍ أدمــــــتْ مـخـالـبَـهــا
وعـيـونـهـا يـطــفــو بــهـــا الـشَّــبــقُ
إنــــــي وقـــــــد فـــــــارت مـراجــلــهــم
بــدمـــي، سـأصـعـقـهــم وأنــطــلــق
مـا زال فـي سيـف الهـوى رمـق
فـــارفـــع لــــــواءك أيـــهـــا الــخُــلُــقُ
لـولا الجمـالُ لذبـتُ مــن كـمـدي
فــــــي غـــابـــةٍ بــالــزيـــف تــأتــلـــقُ
والـبــلــبــل الـــصــــداح يــطــربــنــي
ويضيئـنـي فــي وحشـتـي الـفـلَـقُ
يــا لـيـلُ هــذي رحـلـتـي ابـتــدأت
يــحـــدو نــــــدا أشــواقــهــا الـــومـــقُ
وعـلــى الـــذرا خـيـلـي محـمـحـمـةٌ
لــلـــقـــدس رحــلُــتــهـــا سـتــنــطــلــقُ
إنـــي زرعـــتُ حـشـاشـتـي أمــــلا
فــــي روضــــةِ الإيــمـــان يـأتــلــقُ